الجمعة، 5 أبريل 2013

التعلم المرتبط بالعمل


عزيزى الموظف الجديد ..

وظيفة جديدة  و مبسوط لكن في حاجة حاجتين ثلاثه ما بتعرف تعملهم ! معليش بسيطه و محلوله .

بالنسبه لي العلم هو الامان. هو الذي يصنع المهارة و مجموعة المهارات هي التى تصنع منك موظف متميز و هذه قيمتك التى يجب ان تقدرها انت اولا و لا تنتظر ان يعترف بها الاخرون. كلما تعلمت اكثر كلما اصبحت الافضل و الافضل لا تهزه ضغوط العمل التى نحن هنا لنتحدث عنها .

اذا كنت ملمه بكل جوانب امر ما فانني استطيع ان اتخذ القرار المناسب وان اقف الي جانب قراري بصرامه . اتمكن من اداء واجبي بهدوء ان كنت على علم بما هو مطلوب بالتحديد . وعليه فانني احب ان اكون عالمه و معلمه المشكلة انك في اى وظيفه جديدة حتى و ان كانت بنفس المسمي الوظيفي الذي التصق بك لسنوات يبقي هنالك امور جديدة و مجهوله بالنسبه لك .  ليس لدى جميع المؤسسات اللباقة اللازمة لتجنيبك الم الانتقال لهم قد تجد من يعرفك على طبيعه عملهم و قد لا تجد .. قد تكون هنالك فتره تدريب او لا .. احتمال كبير ان تجد نفسك امام مشاريع مفتوحه تنتظرك بلا اى ارشادات فقط لان شخصا ما قد استقال مؤخرا ..

تعلمك امر حيوي ضرورى لا يمكنك ايقافه اذا اردت الانتقال من مرحله لاخري في حياتك العملية .و عملية التعلم لا تعنى فقط شهاداتك الاكاديمية بل ادوات العمل اليومية و عليه فان التعلم المرتبط بالعمل هو الاهم و حمدا لله بالتجربه ستجد انه يرسخ في عقلك اكثر و يقودك بخطوات ثابته للنجاح .

الصبر هو ما يلزمك اولا ...

قد تتطلب وظيفة جديدة تعلم لغة برمجة مثلا عن نفسي اصاب بالملل من تكرار المبادئ الاساسية في الصفحات الاولي و اتشتت من التفاصيل الدقيقة  للشفرات codes المتقدمة .. على اي حال بسرعه يمكننى تجاوز ممانعه عقلي لضغط التدريب المكثف الذي اجبره عليه و لو رجعت بذاكرتي اجدني قد تعلمت الasp.net  مثلا خلال اقل من اسبوع اثناء عملي في مشروع التخرج و بتعلمي هنا اقصد تعلم الاساسيات مع القدرة علي البحث عن الحلول المناسبه لمشكلة مشروع التخرج فقط . انتهي الوقت المحدد و سلمت المشروع و كان الامر اشبه بالمعجزة بالنسبه لمدي تخوفي من المجازفه بتعلم asp.net  و كانت في ذلك الزمن حديثه نسيبا و لم نعثر على من يعيننا سوى السيد Google و الاخت الفاضلة yahoo و شخص واحد هو مرجعى حتى اليوم في هذا المجال و كنت اسجل اسمه باحمد asp فهو عمله نادره في ذلك الوقت .

ثانيا : عليك ان تدع القلق و تنغمس كليا فيما انت مكلف به ...

اثناء عملي في ادارة مكتب المدير العام في شركة تعمل في الاستيراد و جدت انه لا مفر من تعلم مبادئ التجارة الدولية امر لا يشبه مجال دراستى و لم اتلق عليه اي نوع من التدريب سوى ارشادات المدير الذي يمارس المهنة لاكثر من عقد من الزمان ...

كان علي قراءة بوليصات الشحن و الفواتير المبدئية وغيرها ..كان لابد ان اعمل بسرعه وكفاءة لانه لا يوجد زمن للاخطاء و كلفة الخطأ باهظه ..لقد قمت باتلاف العديد من الاوراق وانا اتعلم الاتجاة الصحيح لادخال الورق في الطابعة امضيت ساعات من زمن راحتى في المنزل ادرس الصياغات الاحترافية للمراسلات كي اتبادل رسائل بريد الكترونى تصل بالعشرات من قارات العالم المختلفة .. تعبت لكن في الاخير تعلمت . و حمدا لله لم اخطأ فى مواعيد استلام شحنه او رقم فاتورة ما وهو المطلوب.

ثالثا لا تشعر بالنقص كونك لا تعلم اعنى لدرجة الاحتراف حين تعيينك ..

اذكر حين عملت كمساعد تدريس  لم اكن الم بكل دقائق المادة التي علي تدريسها رغم اننى امارس تصميم المواقع الالكترونية الا ان التدريس يعنى التفاصيل و الخطوات المنهجية و انا اعمل بالطرق التى اعتدتها . حرصت انه وقبل كل محاضرة ان اقوم بمراجعه محتواها و تزويدها بكل الامثلة اللازمة لتقريب المعني للطلاب . مررت بلحظات محرجه اثناء سؤال طالب في نقطة دقيقة وتفصيلية لكنني قمت بتجاوز ذلك فكلما كان السؤال ادق كنت ابحث واعود بجواب شافي و كافي ..و رغم توتري احيانا عند رؤيه علامات الحيرة في عيون التلاميذ كنت اتمكن في الاخير من زرع ابتسامه الانجاز عندما يقومون بتجربه ما شرحته ويرى كل منهم  نتيجه التمرين الذي تمكن من تطبيقه .

رابعا لا تستسلم لفكره ان المهارات الشخصية جزء منك غير قابل للتعديل

اخبرنى احد المدراء السابقين انه يحبذ التعامل معى عبر البريد الالكتروني لانه يفهم ما اكتب لا ما اقول .. كما عبر لدي مشكلة تواصل .. الان بعد مرور اربعه اعوام دون ان اراقب تماما ما حدث اصبح التواصل احد نقاط قوتى .. انت تنمو بالاحتكاك بخوض غمار ما تخشاه . لو قلنا ان شخصا خجولا اجبر على العمل في المبيعات كيف يقوم بالعروض للعملاء ؟ كيف سيعلوا صوته و ينظر لهم في اعينهم ؟ الامر ليس بالمستحيل .. ان احتجت لدوره تدربية فهم اكتر مما تتصور و ان اردت ان تساعد نفسك بنفسك فلا تتردد .. لكن لا تستسلم لطباعك ان وقفت عائقا امام نجاحك .

خامسا    لا تنتظر ان تتعلم لتعمل ..اعمل و انت تنوي ان تكون ماهرا و عالما وخبيرا .

و  عند ذلك لا تلجأ لانصاف الحلول . افعل كما فعلته صديقتي العزيزة التي غيرت مهنتها و اضطرت ان تبقي في المكتب لساعات طويله بعد نهايه الدوام لتعرف اكثر . تعلمت صديقتي  باخلاص حتي تفوقت علي خريجي التخصص الذي انتقلت له و التحقت بدراسات عليا في هذا المجال الجديد عليها كليا و تحصل حاليا على زماله عالمية .. هي الان بجداره تسير في طريقها لتكون Big Boss  في هذا الامر الذي كان في البداية المجهول.

اخيرا .. بيني وبينك ,

لا تحدث عزيزنا boss  انك لا تعلم ان كنت واثقا من قدرتك علي تجاوز الازمة المعرفيه في الوقت اللازم ..سيقلق و سيفكر مره اخري لماذا تم تعيينك ..لا تكذب ايضا وتدعي الخبره ..في الحقيقة لا يوجد صيغه ما لما يجب ان تقوم به فقط كن امينا و لا تكن احمقا . 

الاثنين، 25 مارس 2013

الارهاب والاكتئاب ...


حصلت على الوظيفة ؟ مبرووووووك .

هنيئا لك لقد ربحت الجولة الاولى . هيا اذن لارض المعارك . لا تقلق الامر بسيط اننا هنا في المؤسسة حيث يقوم مديرك عزيزك بارهابك اولا كي تصبح مطيعا لاحقا ( الموضوع مش شخصي البته ).

الارهاب هنا يعادل رحلة تعريفية بالمؤسسة وانظمتها . يتطلب الامر شئ من الابتكار في الحقيقة فكيف يتمكن عزيزي boss  من تحويل طاقتك الايجابية الهائلة و رغبتك في العمل بعد عهد البطالة لرغبة خفية في الانتحار . انه فن و ذوق رفيع . من الصعب حقا ان يكون كل ما يشكله لك العمل هو المال فنحن كبشر نحب الانجاز نحب ان نكون فاعلين حتى وان ادعينا عكس ذلك .

هنالك قدر لا بأس به من المدراء قادر على ان يجعل العمل مكان بغيض و يعيدنا لعصر العبودية ...فتغدو في لهاث دائم لارضاءه ...دوما انت تسعى للافضل من وجه نظر المؤسسة والقائمين عليها ..و دائما ما يكون ذلك على حساب صحتك و علاقاتك الاجتماعية و تقديرك لذاتك ...
انت ايه الموظف الجديد في تحد  لتثبت جدارتك و بعض المدراء لا يكف عن وضع الاختبارات لك كي يحملك المزيد من المهام فما قيمة اهدار المال في عبد جديد ان  كنت ايه العبد اللطيف الغر الجديد مستعد للقيام بضعف ما تعاقدت عليه و بنفس الاجر ...و دون حتى نظرة امتنان ...

انت ايه الموظف الجديد معرض للارهاب من محيط عملك الذي يمتصك و يجعلك امام حقائق كالاتي : عملك هو حياتك ..
معارفك هم زملاءك ..
سيدك هو المدير ...
زمنك ملك لرب العمل ...
و كل قدراتك العقلية و الجسدية وجدت لخدمة مخدمك .

انت معرض يا مسكين للاكتئاب . و لن تشعر بالحرية و الارتياح بتناولك حبوب مسكنه و مهدئات و منشطات بل انك ستنسنزف بدنك و تغرف فى اكتئاب اكبر ..حتى تنهار كليا ...

في مقال وصلني بالبريد ولم اتمكن من معرفة كاتبه لفتتني صحه المقاربة و دقه الشبه بين ما يحدث حاليا وما حدث في زمن التجارة بالبشر ..يختم الكاتب  مقاله المعنون "الوظيفة عبودية القرن العشرين" :
"الفرق بين العبيد الجدد والعبيد القدماء أن القدماء كانوا مرغمين على طاعة أسيادهم وتنفيذ أوامرهم ..أما العبيد الجدد فإنهم يظنون أنهم مرغمون على تنفيذ أوامر أسيادهم (مديريهم) إلا أنهم في الواقع ليسوا إلا عبيداً لهذه الفكرة فقط، ..وهم أيضاً عبيد لأوهامهم التي تقول لهم إنهم سيكونون يوماً ما عبيداً أفضل !!!

نصيحتي الشخصية لك أن تضع لك هدفا لتتوقف برغبتك عن العمل   "تقاعد مبكر"بدلا من أن يوقفك العمل برغبته ( ... ) هو أو يباغتك ماهو أشد"


وانا اقول لك لا تتشاءم انا فقط اعطيك السيناريو الاسوء ..تابع القراءة فما زال هنالك امل ..يمكنك ان تكون ايجابيا حيال ما يحدث في بيئة العمل .