الاثنين، 25 مارس 2013

الارهاب والاكتئاب ...


حصلت على الوظيفة ؟ مبرووووووك .

هنيئا لك لقد ربحت الجولة الاولى . هيا اذن لارض المعارك . لا تقلق الامر بسيط اننا هنا في المؤسسة حيث يقوم مديرك عزيزك بارهابك اولا كي تصبح مطيعا لاحقا ( الموضوع مش شخصي البته ).

الارهاب هنا يعادل رحلة تعريفية بالمؤسسة وانظمتها . يتطلب الامر شئ من الابتكار في الحقيقة فكيف يتمكن عزيزي boss  من تحويل طاقتك الايجابية الهائلة و رغبتك في العمل بعد عهد البطالة لرغبة خفية في الانتحار . انه فن و ذوق رفيع . من الصعب حقا ان يكون كل ما يشكله لك العمل هو المال فنحن كبشر نحب الانجاز نحب ان نكون فاعلين حتى وان ادعينا عكس ذلك .

هنالك قدر لا بأس به من المدراء قادر على ان يجعل العمل مكان بغيض و يعيدنا لعصر العبودية ...فتغدو في لهاث دائم لارضاءه ...دوما انت تسعى للافضل من وجه نظر المؤسسة والقائمين عليها ..و دائما ما يكون ذلك على حساب صحتك و علاقاتك الاجتماعية و تقديرك لذاتك ...
انت ايه الموظف الجديد في تحد  لتثبت جدارتك و بعض المدراء لا يكف عن وضع الاختبارات لك كي يحملك المزيد من المهام فما قيمة اهدار المال في عبد جديد ان  كنت ايه العبد اللطيف الغر الجديد مستعد للقيام بضعف ما تعاقدت عليه و بنفس الاجر ...و دون حتى نظرة امتنان ...

انت ايه الموظف الجديد معرض للارهاب من محيط عملك الذي يمتصك و يجعلك امام حقائق كالاتي : عملك هو حياتك ..
معارفك هم زملاءك ..
سيدك هو المدير ...
زمنك ملك لرب العمل ...
و كل قدراتك العقلية و الجسدية وجدت لخدمة مخدمك .

انت معرض يا مسكين للاكتئاب . و لن تشعر بالحرية و الارتياح بتناولك حبوب مسكنه و مهدئات و منشطات بل انك ستنسنزف بدنك و تغرف فى اكتئاب اكبر ..حتى تنهار كليا ...

في مقال وصلني بالبريد ولم اتمكن من معرفة كاتبه لفتتني صحه المقاربة و دقه الشبه بين ما يحدث حاليا وما حدث في زمن التجارة بالبشر ..يختم الكاتب  مقاله المعنون "الوظيفة عبودية القرن العشرين" :
"الفرق بين العبيد الجدد والعبيد القدماء أن القدماء كانوا مرغمين على طاعة أسيادهم وتنفيذ أوامرهم ..أما العبيد الجدد فإنهم يظنون أنهم مرغمون على تنفيذ أوامر أسيادهم (مديريهم) إلا أنهم في الواقع ليسوا إلا عبيداً لهذه الفكرة فقط، ..وهم أيضاً عبيد لأوهامهم التي تقول لهم إنهم سيكونون يوماً ما عبيداً أفضل !!!

نصيحتي الشخصية لك أن تضع لك هدفا لتتوقف برغبتك عن العمل   "تقاعد مبكر"بدلا من أن يوقفك العمل برغبته ( ... ) هو أو يباغتك ماهو أشد"


وانا اقول لك لا تتشاءم انا فقط اعطيك السيناريو الاسوء ..تابع القراءة فما زال هنالك امل ..يمكنك ان تكون ايجابيا حيال ما يحدث في بيئة العمل . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق